أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد مايو السنة 2018
لوط والسقوط
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

بينما يضع المسيح امرأة لوط كمثال تحذيري لكل خاطئ متهاون (لو١٧: ٣٢)، يقدم لنا الكتاب المقدس في لوط نفسه تحذيرًا لنا كمؤمنين؛ من خطورة حياة ليست بحسب مشيئة الله (٢بط٢: ٧، ٨). ولا ننكر أن لوطًا مؤمن حقيقي، فالكتاب يقول عنه “لوط البار”، لكن كانت حياته سلسلة من الأخطاء، ليتنا نتحذر منها:

١- ارتباط خاطئ: واضح أن زواج لوط لم يكن بحسب مشيئة الله، فلم تكن امرأته من النساء القديسات كسارة، بل كانت عالمية دنيوية، لم تكن سبب بركة للوط بل كانت سببًا لمتاعبه.

٢- اختيار خاطئ: عندما اختار لوط أرضًا، لم يكن شاغله أية أرض يريده الله أن يسكن فيها، لكنه اختار لنفسه كل دائرة الأردن (تك١٣: ١١)؛ اختار أرضًا خصبة، لكن حياته كانت جافة مجدبة، وضاعت منه سنوات عمره بلا بركة.

٣- إهمال رهيب: عندما زوج بناته لم يأخذ الموضوع بجدية، ولم يتعامل معه بالأهمية مثلما فعل إبراهيم في زواج إسحاق ابنه؛ فبينما رفض إبراهيم أن يُزوِّج ابنه من بنات الكنعانيين، فإن لوطًا زَوْجَ بناته لشباب أشرار من سدوم.

٤- قلب متبلد: لم يستفد من أخطاء الماضي، ولم ينتبه لصوت التحذير الإلهي؛ فبعد أن أُخِذَ أسيرًا - بعد هزيمة ملك سدوم ومن معه من كدرلعومر (تك١٤) - ثم تحرير إبراهيم له من أسره؛ نجده للأسف يعود مرة أخرى إلى سدوم، رغم كل ما قاساه فيها وبسببها.

٥- اقتراح أحمق: عندما أراد رجال سدوم الأشرار أن يفعلوا شرًا بالملاكين، نجد لوطًا يقترح عليهم اقتراح في قمة الغباء والحمق، إذ قال لهم: «هُوَذَا لِي ابْنَتَانِ لَمْ تَعْرِفَا رَجُلاً. أُخْرِجُهُمَا إِلَيْكُمْ فَافْعَلُوا بِهِمَا كَمَا يَحْسُنُ فِي عُيُونِكُمْ» (تك١٩: ٨). يا للانحطاط!

٦- عِناد شديد: عندما طلب منه الملاكان أن يهرب إلى الجبل لينجو من هلاك سدوم، أصر أن يلجأ إلى مدينة صوغر. فلا زالت إرادته الذاتية جامحة.

٧- تهاون كبير: للأسف الشديد إن آخر مشهد يُسجل في حياة لوط، هو مشهد مُخزي ومُخجل جدًا - مع ابنتيه – والسبب في ذلك أنه استسلم لهما في شرب الخمر، كأسًا وراء أخرى، حتى سَكِرَ وكان ما كان.

عزيزي القارئ بينما تُختم حياة البعض من رجال الله خاتمة مُشرِفة، مثلما خُتِمت حياة موسى، فإن حياة لوط يُسدل عليها الستار بمشاهد الخزي. ليحفظنا الرب – الكاتب والقارئ – لنتخذ من حياة لوط عِبرَةً، لنعش حياة في رضى الرب، ولنحيا فقط في ملء مشيئة الله، فلا نخطو خطوة، ولا نختار اختيار إلا بمصادقة إلهية.

عادل حبيب