أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد يناير السنة 2015
تُرْس الإِيمَان
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

الإيمان هنا هو ملء الثقة في الله؛ الثقة التي تُعوّل على صلاحه وأمانته، وعلى كونه هو لحسابنا. بدون هذه الثقة فالكل باطل أو قريب من العدم. والشيطان يُهاجم النفس التي تشعر بحاجتها إلى الله ليُولّد لديها الإحساس المرير بأن الله ليس يعبأ بها. ولذلك نرى المُخلِّص يطلب لأجل إيمان بطرس لئلا يفشل على الرغم من سقطته المريعة، ولكي لا يظن أن الله رفضه أو أضحى ضده، وأنه ليس ثمة رجاء!

وسهام العدو الملتهبة هي سطوة العدو على النفس عندما تطرح النفس عنها ترس الإيمان أو ترخيه. فترس الإيمان إذًا هو الثقة الكاملة في الله؛ الثقة النابعة من معرفة حقيقية شخصية بالفداء. إنها تُسكت كل شك وتُخرس كل تساؤل من خلال معرفة شخصية بمحبة الله، والتي – بدلاً من أن تشك في الله – فإنها تستند عليه في مواجهة كل شيء آخر. إنها ليست بالضبط سلامًا كالذي نحصل عليه بدم المسيح، ولكنها ثقة في الله مؤسسة على ما أعلنه عن ذاته.

يقول موسى: «إِنْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ أَيُّهَا السَّيِّدُ فَلْيَسِرِ السَّيِّدُ فِي وَسَطِنَا، فَإِنَّهُ شَعْبٌ صُلْبُ الرَّقَبَةُِ» (خر34: 9). فالله هو مصدر معونتنا في حربنا ضد ذواتنا. وهو أماننا في مواجهة الكل. قد يُثير الشيطان ألف مسألة ضدنا، ولكن معرفتنا بالله هي التي تُجيب عنها كلها. إن الثقة التامة غير المتزعزعة في الله هي نبع ومصدر كل قوة وطاقة، وكل جهود الشيطان لينال منها أو يُضعفها، يُطفئها ترس الإيمان، والذي نُشهره في مواجهة إبليس بالسير عمليًا مع الله. إن ثقتنا في الله تستريح على معرفتنا بالله كما أعلن لنا ذاته في شخص المسيح: معرفة نُحصّلها ونُغذيها بواسطة نعمة وشفاعة المسيح.
داربي