«وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا... اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ» (يو١: ١٤، ١٨)
يحكي “فرانك م. فيرتشيلد” عن لوحة جميلة مصنوعة من الجبس، مُعلَّقة على سقف أحد القصور الرومانية، والتي كان قد رسمها “جيدو ريني” عام ١٦١٤. كانت تلك اللوحة إحدى أكثر الأعمال تأثيرًا في أيامها، لكنَّ الزائرين لم يستطيعوا تقديرها بشكل كامل، لأنه كان عليهم رفع وجوههم إلى الأعلى كي يتمكنوا من رؤيتها.
ولكي يحل المسؤولون في القصر تلك المشكلة، وضعوا مرآة كبيرة على الأرض أسفل اللوحة ليُمكنوا المشاهدين مِن تقدير جمالها بشكل كامل.
لاحظ “فيرتشيلد” أن الرب يسوع فعل ذلك تمامًا معنا عندما كنا نُحاول الحصول على بعض اللمحات عن الله، وقام بترجمة الله لقلوبنا المتبلدة.
ومن خلال “يسوع” صار الله مرئيًا وواضحًا بالنسبة لنا. نحن لا يُمكننا - مهما حاولنا ومهما بحثنا – معرفة الله. وليس هذا فحسب، بل كلما بذلنا المزيد من المحاولات لمعرفته، كلما أصبحنا أكثر حيرة!
ولكن ظهر الرب يسوع؛ إنه الله الذي نزل لمستوانا، ومكَّن أفكارنا الضعيفة من الحصول على بعض الفهم الحقيقي عن الله نفسه. لقد جاء ليكشف الله لنا، لكنه أكثر من انعكاس للآب؛ إنه الله في الجسد «وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ» (عب١: ٣). لقد قال: «اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ» (يو١٤: ٩).
إن ميلاد المسيح يجعل الله غير المحدود في متناول فهم الإنسان المحدود.