أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد يناير السنة 2015
ليس الوطن بَعد
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

كان زوجان يعملان مرسلين في أفريقيا لسنوات كثيرة، وكانا عائدين إلى مدينة نيويورك للتقاعد. لم يكن لهما معاش من أية جهة، وصحتهما كانت آخذة في التدهور، وكان أمامهما مستقبل غير واضح المعالم.

وحدث أن قطعا تذكرة العودة على نفس السفينة التي أقلت تدي روزفلت، الذي كان راجعًا من رحلة صيد في أفريقيا.

عند وصول السفينة إلى نيويورك وجد المرسلان فرقة موسيقية لاستقبال الرئيس، بينما المرسلان نزلا من السفينة دون أن يلاحظهما أحد.

في تلك الليلة، وفي شقة متواضعة في نيويورك، كانت مشاعر المرسل مجروحة؛ وقال لزوجته: أنا لا أقدر أن أفهم هذا ولا أن أتحمله. إن الله لم يعاملنا كما ينبغي. اقترحت زوجته أن يدخل إلى مخدعه ويخبر الرب بما يضايقه.

بعد فترة ليست بكبيرة، خرج المرسل من مخدعه بوجه مشرق، غير مُكَدَّر. وهنا سألته زوجته: ماذا حدث يا عزيزي؟ أجابها الزوج: إن الرب سوى المسألة معي. لقد أخبرته كم أنا في مرار أن الرئيس يلقى هذا الاستقبال المثير لدى رجوعه لوطنه، بينما أنا لم أجد من يرحب بي عند رجوعي. وعندما انتهيت يبدو أن الرب وضع يده عليَّ وقال لي: ولكنك أنت لم ترجع إلى الوطن بعد. سوف تحظى باستقبال أروع عند وصولك إلى السماء.