أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد نوفمبر السنة 2019
اِمْرَأَةٌ فَاضِلَةٌ مَنْ يَجِدُهَا؟
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

وَجَدتُها! ... وَجَدتُها!

هكذا صاح أرشميدس وهو يجري في شوارع أثينا، عندما اكتشف قوانين الطفو، والعلاقة بين الكتلة والكثافة.

وَجَدتُها! ... وَجَدتُها!

أوريكا! أوريكا!

Eureka! … Eureka!

وقال الرب: «وَجَدْتُ دَاوُدَ بْنَ يَسَّى رَجُلاً حَسَبَ قَلْبِي، الَّذِي سَيَصْنَعُ كُلَّ مَشِيئَتِي» (أع ١٣: ٢٢).

ولكننا نسأل سليمان حكيم الدهور: ماذا وجدت؟

يُجيبنا: «وَجَدْتُ أَمَرَّ مِنَ الْمَوْتِ: الْمَرْأَةَ الَّتِي هِيَ شِبَاكٌ، وَقَلْبُهَا أَشْرَاكٌ، وَيَدَاهَا قُيُودٌ» (جا ٧: ٢٦).

ثم ماذا يا حكيم الأجيال؟

«رَجُلاً وَاحِدًا بَيْنَ أَلْفٍ وَجَدْتُ. أَمَّا امْرَأَةً فَبَيْنَ كُلِّ أُولَئِكَ لَمْ أَجِدْ!» (جا ٧: ٢٨).

لكننا نكاد نسمع صوت “بوعز” جبار البأس يقول: وَجَدتُها! ... وَجَدتُها!

وَجَدتُها في راعوث: “لأَنَّ جَمِيعَ أَبْوَابِ شَعْبِي تَعْلَمُ أَنَّهَا امْرَأَةٌ فَاضِلَةٌ” (را ٣: ١١).

لكن يعود سليمان فيختم سفر الأمثال بأحلى الكلام، عن المرأة الفاضلة ... فكان قوله مسك الختام.

ويُحقق قول الرب: «مَنْ يَجِدُ زَوْجَةً يَجِدُ خَيْرًا وَيَنَالُ رِضًى مِنَ الرَّبِّ» (أم ١٨: ٢٢).

زَوجَةٌ فَاضِلَةٌ مَنْ يَجِدُهَا

هي بالتقوى تعيش دائمًا

زينةُ الروحِ الوديعِ الهادئِ

اَلْحُسْنُ غِشٌّ وَالْجَمَالُ بَاطِلٌ

واذكروا شمشونَ ذاك البطل

يوم أن سار وراء عينه

جلب العارَ على شعبٍ له

زَوجَةٌ فَاضِلَةٌ مَنْ يَجِدُ

زوجها بها واثق في قلبه

هو معروف بكل مجلس

وتصنع الخيرَ إذا الدهرُ ابتسم

تشتهي حقلاً فتمتلكه

وتقوم الليل تُطعِم أهلها

بالرضى تشتغلُ في بيتها

تغزلُ في الصيف كتانًا كذا

تَعْمَلُ لِنَفْسِهَا مُوَشَّيَاتٍ

هي لا تأكلُ خبزَ الكسلِ

تصنعُ مناطقَ تبيعُها

يشتري الكنعاني من قمصانها

فمها تفيض منه الحكمة

وتنال الطوبى من أولادِها

كم بنات أُذيع فضلهن

من ثمار يدها أعطوا لها

لا تُقدَّر بلؤلؤ ومال

زانها الرب بِحُسنٍ وجمال

زينةٌ تزهو إذا ما العمرُ طال

كم شباب خُدعوا بذا الجمال!

كم تجرع من الذل ونال!

بعدها غاص في بحر من رمال

يومَ أن ساقوه سوقًا كالبغال

لا تُقدَّر بلؤلؤ ومال

تقف مِن خلفه في كل حال

به تزدان مجالس الرجال

تحمدُ الربَّ إذا ما الدهرُ مال

ليس في قاموسِها شيءٌ مُحال

وسراجُها يُضيءُ في الليال

تخدمُ الأهلَ بحبٍ وانشغال

تغزلُ الصوفَ شتاءً للعيال

لبسها عزٌ بهاءٌ وجلال

تبسطُ اليدَ لمسكينٍ وضال

تكسبُ الشهرةِ من صيتٍ ومال

وتنال المدحَ في كلِّ مجال

واللسانُ ينطقُ أحلى المقال

زوجُها يمدحُها بين الرجال

أنتِ فقتيهن فضلاً وكمال

واذكروا فضلاً لها حسن المآل

فخري وهبه