أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد يناير السنة 2012
ردود أفعالنا - للمتألمين
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة
سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ.  وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ:
أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ.  بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ.  أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ» (مت5: 43، 44)
كاتب مسيحي قال بحق: ليس ما يؤذينا هو ما يقوله لنا أو يفعله بنا الآخرون، بل ردّ فعلنا نحن تجاه ذلك هو ما يؤذينا حقًا.  وإحدى أهم الوسائل التي يستخدمها الله ليُكمِّل شخصيتنا المسيحية هي أن يقودنا إلى قبول الألم ظلمًا.
يقول الرسول بطرس: «لأَنَّكُمْ لِهَذَا دُعِيتُمْ»، مُذكّرًا إيانا بالمسيح؛ مثالنا الكامل «الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضًا، وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْلٍ» (1بط2: 21-23).
إن التألم ظلمًا يُشبه آلة حادة جدًا تعمل لتشكيل النفس، كما يفعل الخراط عندما يكون لديه قطعة دقيقة جدًا، فإنه يستخدم آلة ذات سنّ حادة لصناعتها.
كم هو صعب أن نقبل الألم عندما يأتي من الآخرين، وأن لا نردّ لهم إلا كل محبة.  لكن الله لن ينتهي من عمله فينا حتى يطبع بعمق النموذج الإلهي؛ شخص ابنه، داخل نفوسنا.  مَنْ أكثر منه تألم ظلمًا؟ ولكن تأمله مُصليًا حتى لأجل أولئك الذين كانوا يُسمرونه فوق الصليب (لو23: 34).
إنه من المستحيل أن نتجنب الألم الذي يجلبه لنا الآخرون.  نحن لسنا بلا إحساس، ولكن في النهاية لا أحد يستطيع أن يؤذينا إلا نحن أنفسنا.  فكل اللكمات التي يوجهها لنا الآخرون، سواء كانوا مؤمنين أم لا، لا يمكن أن تؤذينا إلا بالقدر الذي نسمح فيه لمشاعر الحقد والضغينة أن تجد مكانًا داخل قلوبنا.
عن الفرنسية