أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد سبتمبر السنة 2007
سؤالان أُجِيبا بلا
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة
أمامنا الآن سؤالين سألهما الرب يسوع لتلاميذه، لايفصل بينهما إلا قليل من الأيام. كان السؤال الأول قبيل الصليب، أما السؤال الثاني فكان بعد القيامة. في المرة الأولى وجّه الرب سؤاله لإحدى عشر تلميذًا، وفي المرة الثانية كان سؤاله موجه لسبعة فقط منهم. سأل المسيح سؤاله الأول ليلاً في العلية التي أكل فيها الفصح مع تلاميذه، بينما سأل السؤال الثاني في الصباح الباكر وهو على شاطىء بحيرة طبرية. ومن الملاحظ أن إجابة التلاميذ في المرتين جاءت بالنفي، إذ أجابوا قائلين: ”لا“. لكن ما أبعد الفرق بين الإجابة - وان كانت واحدة - في الحالتين. والأن هيا إلى السؤالين وإجابتهما:
 السؤال الأول:
 «ثُم قَالَ لَهُمْ: حِينَ أَرْسَلْتُكُمْ بِلاَ كِيسٍ وَلاَ مِزْوَدٍ وَلاَ أَحْذِيَةٍ، هَلْ أَعْوَزَكُمْ شَيْءٌ؟ فَقَالُوا: لاَ» (لو22: 35). في هذا السؤال يُذكِر الرب تلاميذه بالإرسالية التي فيها سبق فأرسلهم إلى خراف بيت إسرائيل الضالة (لو9: 3-6)، وكيف أنهم ذهبوا في إرساليتهم بلا كيس، ولا مذود، ولا أحذية. إذًا لم يكن يوجد معهم شيئًا منظورًا ملموسًا لإعالتهم، لكن كان كل إعتمادهم وإتكالهم على وعد الرب وكفايته. ولكم اختبروا بالحق كفاية الرب لهم وعنايته بهم، لذا كان لابد أن تكون إجابتهم القاطعة على السؤال السابق هي ”لا“.
 السؤال الثاني:
 «فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: يَا غِلْمَانُ أَلَعَلَّ عِنْدَكُمْ إِدَامًا؟ أَجَابُوهُ: لاَ» (يو21: 5). كان سمعان بطرس قد قرر أنه لابد ذاهبٌ ليتصيد، فذهب ستة أخرون من التلاميذ معه. وياله من قرار خائب لأناس كانوا قد سبقوا فتركوا أعمالهم الزمنية وتبعوا المسيح. وإذ ذهبوا من تلقاء أنفسهم فكانت ليلتهم مليئة بالتعب والشقاء، إلا أن هذه اليلة الطويلة ما كان بامكانها أن تثمر ولا حتي عن سمكة واحدة صغيرة. لذا عندما سألهم الرب قائلا: «يَا غِلْمَانُ أَلَعَلَّ عِنْدَكُمْ إِدَامًا؟»، كان لامفر أن يجيبوا قائلين: ”لا“.
 إذًا نحن أمام إجابتين في موقفين مختلفين لنفس الأشخاص عينهم، تلاميذ المسيح، كانت الإجابة الأولى تُعَّبِر عن روعة معية الرب لقديسيبه وكفايته لهم، والإجابة الثانية تُعَّبِر عن الخيبة والفشل. والسر في ذلك أنه في المرة الأولى ذهب التلاميذ في إرساليتهم بناء على كلمة الرب وتنفيذاً لمشيئته، بينما في المرة الثانية ذهبوا من أنفسهم وتبعاً لإرادتهم. ياليت هذا الدرس يُعمق فينا الإحساس بخطورة أي خطوة نخطوها دون أن يصادق عليها ربنا المعبود. وياليتنا نتحذر فلا نُقدِم على شيء ما إلا بعد أن نتيقن أنه موافق لإرادة الله.
عادل حبيب