أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد يوليو السنة 2009
وادى البكاء - من مخابئ الكنوز
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

«عابرين في وادي البكاء يصيرونه ينبوعًا.  أيضًا ببركات يغطون مورة» (مز84: 6).

قيل إن وادي البكاء طريق موصل إلى أورشليم ولم يكن فيه آبار، فهو ناشف بلا ماء، وكان الشعب يصعد إلى أورشليم في هذا الطريق مترنمًا ترنيمات المصاعد التي نجدها في سفر المزامير من مز120 إلى 134.  ومن الطبيعي أن الذي يسير على الأقدام فهو يبذل جهد ويحتاج إلى الماء ليعوض ما فقد من الجسم.  لكن الشعب كان يعبر هذا الطريق وأصوات الترنيم تعلو والفرح والسرور، لأنهم سيصعدون إلى أورشليم وهناك يُرون قدام الله في صهيون (مز84: 7).  وسرور الشعب لهذا الغرض جعله يرتقي فوق صعوبات وادي البكاء الذي بلا ماء، بل يصيرونه ينبوعًا.

عزيزي .. وأنت تعبر وادي البكاء ، وادي الألم وأنت تحت تجربة معينة أجازك الله فيها، لا تنسى أن الرب هو غرضك وهدفك.  إن التجربة موجودة وربما تشعر أنها ثقيلة وتقول مع أيوب «ليت كربي وُزن ومصيبتي رُفعت في الموازين جميعها، لأنها الآن أثقل من رمل البحر، من أجل ذلك لغا كلامي» (أي6: 2، 3).

لا يا عزيزي، هل تعلم؟  إنه لا تُصيبنا تجربة إلا بشرية.  فالله لم يجرب فوق الطاقة البشرية، ولكن الله أمين الذي لا يَدَعنا نُجرَّب فوق ما نستطيع بل يجعل مع التجربة المنفذ لنستطيع أن نحتمل (1كو10: 13).

اسمع أيوب الذي نطق بهذه الكلمات في نهاية اختباره، يقول «بسمع الأذن قد سمعت عنك، والآن رأتك عيني» (أي42: 5).  ربما سمعت عن الرب الكثير فهذا جميل، لكن ما أجمل أن تراه حتى ولو في الألم.

عزيزي المتألم .. تعال نحسبها مع رجل الحسابات المضبوطة: بولس الرسول على الرغم أنه تألم كثيرًا ويقول «وأُعطيت شوكة في الجسد» (2كو12: 7).  اسمعه يقول: «فإني أحسب أن آلام الزمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستعلن فينا» (رو8: 18).  وأيضًا اعتبرها لا ثقل، بل خفة ضيقتنا، ولا دائمة، بل وقتية ولكن تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبديًا (2كو4: 17).  هيا بنا نفرح ونحن واقعون في التجربة (يع1: 2).  ليس نفرح فقط، بل نبتهج بفرح لا يُنطق به ومجيد (1بط1: 6).  وأخيرًا تشدد واحتمل التجربة لأنه مكتوب «طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة، لأنه إذا تزكى ينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه» (يع1: 12).

إن كنا في تجربةٍ  فمعها يعطينا عزا

ندعوه يوم ضيقنا  فيقدر أن ينقذا

منسى ملاك