أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد يناير السنة 2017
يطهر نفسه
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

بعد أن أنهى أحد الطلبة دراسته الثانوية بالمدينة الصغيرة التى تعيش فيها العائلة، انتقل إلى مدينة كبيرة للدراسة بالجامعة. فشعر بالحرية الزائفة والخادعة، والتحرر من رقابة العائلة وتحذيرات الوالدين، لبعده عن بيت العائلة، وإمكانية التصرف كما يشاء. واستأجر غرفة صغيرة في المدينة الكبيرة. وفي يوم من الأيام زارته أمه ففوجئت بأن ابنها الشاب يُعلّق صورًا خليعة كثيرة في غرفته. فساءها الأمر جدًا. ولما رجعت إلى بيتها أرسلت له صورتها هي، وطلبت منه أن يُعلّقها أيضًا في غرفته.

وبعد مدة وجيزة ذهبت مرة أخرى لزيارته، فوجدت صورتها فقط هي المُعلَّقة على حائط غرفته، فسألته: أين باقي الصور؟ فأجابها: عندما دخلت صورتك غرفتي نزعت باقي الصور وألقيتها في سلة المهملات وعلَّقت صورتك، إذ إنه لا يليق إطلاقًا وجود هذه الصور مع صورتك. إن صورتك عندي أعز وأثمن من كل باقي الصور، وكنت أترقب بصبر مجيئك مرة أخرى.

إن هذا الشاب في انتظاره لرجوع أمه قد طهَّر غرفته من كل ما لا يليق بقاؤه بجوار صورة أمه.

أثّرت فيَّ هذه القصة الواقعية وتذكرت الآية المذكورة في رسالة يوحنا الرسول الأولى «وَكُلُّ مَنْ عِنْدَهُ هَذَا الرَّجَاءُ بِهِ، يُطَهِّرُ نَفْسَهُ كَمَا هُوَ طَاهِرٌ» (١يو٣: ٣). فنحن أيضًا علينا أن نُطهّر ذواتنا من كل دنس الجسد والعالم، من إطاعة شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظّم المعيشة، انتظارًا لمجيء ربنا يسوع المسيح، الذي أحبنا وأسلم نفسه لأجلنا. ولا شك في قرب مجيئه.