أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد يناير السنة 2017
تَاجُ جَمَالٍ
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة
«تَاجُ جَمَال: شَيْبَةٌ تُوجَدُ فِي طَرِيقِ الْبِرِّ »  ( أمثال 16 : 31 )

يستعرض أمامنا الكتاب المقدس عددًا من الشيوخ الذين ختموا حياتهم في ظروف متباينة من حيث الأمانة:

موسى: «وَكَانَ مُوسَى ابْنَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَاتَ، وَلمْ تَكِل عَيْنُهُ وَلا ذَهَبَتْ نَضَارَتُهُ (ولم تُستنفد قواه)» (تث٣٤: ٧).

كالب: وكالب أيضًا لسبب شهادته الأمينة بخصوص كنعان عندما ذهب ليتجسسها، عاش وعبر رحلة البرية، ومن ثم عندما اُمتلكت معظم الأرض بعد ذلك بسبع سنوات، طالب بنصيبه الذي وعده الله به «وَالآنَ فَهَا أَنَا الْيَوْمَ ابْنُ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً. فَلَمْ أَزَلِ الْيَوْمَ مُتَشَدِّدًا (قويًا) ... فَالآنَ أَعْطِنِي هَذَا الْجَبَلَ الَّذِي تَكَلَّمَ عَنْهُ الرَّبُّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ. لأَنَّكَ أَنْتَ سَمِعْتَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ الْعَنَاقِيِّينَ هُنَاكَ، وَالْمُدُنُ عَظِيمَةٌ مُحَصَّنَةٌ. لَعَلَّ الرَّبَّ مَعِي فَأَطْرُدَهُمْ كَمَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ» (يش١٤: ١٠-١٢).

يعقوب: بصدد نهاية حياته، كان ليعقوب البصيرة الروحية ليبارك ابن يوسف الأصغر أكثر مما فعل للبكر، رغم إظلام عينيه، وبرغم أن يوسف جعل الأكبر عن يمين يعقوب (تك٤٨).

إسحاق: على العكس من يعقوب، عندما نوى إسحاق أن يبارك بكره عيسو، أراد أولاً أن يتمتع بملذات العالم، في شكل وجبة من يد عيسو. وكانت عيناه قد كلتا، ولم يعد يستطيع أن يبصر، ومن ثم خدعه يعقوب (تك٢٧).

عالي: وهذا الشيخ السمين كان أيضًا كفيفًا، ولقد شارك في شر ابنيه إذ سمن من جراء ممارساتهم الشريرة (١صم٢: ٢٩؛ ٤: ١٨).

سليمان: عندما شاخ هذا الملك العظيم الحكيم، زاغ وراء نسائه الأجنبيات، ولم يعد قلبه مستقيمًا أمام الله (١مل١١: ٤).

بإمكاننا تعلّم الكثير من هذه الأمثلة، كما ومن الشيوخ الأتقياء الذين وضعهم الله في حياتنا، الذين ظلوا أتقياء إلى النهاية. يا له من تحدٍ أمام الإخوة والأخوات العجائز. إن الحياة المسيحية لا تشبه سباق مائة متر عدوًا، بل بالأحرى مثل سباق الماراثون.


أ . بولوك