أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد يناير السنة 2015
السَّاجِدُون الحقيقيُّون
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

«فَإِذْ لَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ ثِقَةٌ بِالدُّخُولِ إِلَى «الأَقْدَاسِ» بِدَمِ يَسُوعَ ... لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِقٍ فِي يَقِينِ الإِيمَانِ» (عب10: 19، 22)

إنه لمن الأهمية بمكان أن يفهم القارىء المسيحي الطابع الحقيقي للسجود الذي ينتظره الله ويُسرّ به. إن الله يجد سروره في المسيح، لذا وجب أن يكون شغلنا الشاغل هو استحضار المسيح أمام الله. فالمسيح ينبغي أن يكون أبدًا هو مادة سجودنا. وهكذا سيكون دائمًا ما دمنا مُنقادين بالروح القدس، سواء في الاجتماع أو في المخدع.

لماذا – غالبًا – ما يكون سجودنا قاصرًا، والروح حزين ومثقل؟! ذلك لأننا مشغولون بالذات بدلاً من المسيح. لذلك فالروح القدس، بدلاً من يقوم بعمله المنوط به، ألا وهو أن يأخذ مما للمسيح ويُظهره لنا، فهو يضطر في مثل هذه الحالة، أن ينشغل بذواتنا ليقودنا للحكم عليها، لأن طرقنا ليست صحيحة. وإن ذلك حقًا لمدعاة للأسف العميق، ويتطلب منا انتباهًا أحرى سواء في اجتماعاتنا العلنية، أو في مخادعنا كأفراد.

لماذا تكون نغمة اجتماعاتنا الجهارية منخفضة؟! لماذا هذا الضعف، وهذا العقم، وهذا التردد؟! لماذا تخلو ترنيماتنا وصلواتنا من طابع السجود الحقيقي؟! بل ما أقل ما يُطلق عليه سجود حقيقي في عبادتنا!! وما أقل ما يُسرّ قلب الله في وسطنا!! لماذا لا تتصاعد الرائحة الحلوة التي يتنسمها الله في السجود المسيحي الحقيقي؟! ذلك لأننا مشغولون بذواتنا وما يتعلق بها: أعوازنا، ضعفنا، تجاربنا، الصعوبات التي تقابلنا ... وهكذا نترك الله بدون خبزه وقربانه وطعامه وذبيحته ووقائد رائحة سروره (عد28: 1، 2). إننا بالفعل نسلبه حقه الواجب، ونمنع عن قلبه المُحبّ شهوته.

ماكينتوش