أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
العدد السنوي - شخصية المسيح
السنة 2004
«هوذا الرجل» (رجولة المسيح)

قيل عن ليوناردو دافينشي، صاحب التحفة المسماة ”العشاء الأخير“، أنه وهو مزمع أن يرسم وجه المسيح قضى وقتًا طويلا في التأمل والصلاة. ولما أمسك بريشته ليعبر عن ما يدور بداخله من أفكار وتصورات ارتعشت يده.  وأي إنسان مخلص يمكنه أن يتحدث عن المسيح ويصف كمالاته دون أن تكون له ذات المشاعر؟!  إن النفس تقف في رهبة وخشوع أمام ذلك الشخص العظيم صاحب الأمجاد المتنوعة والمتعدّدة.  إن القلب ينحني في إجلال واحترام قدام ذاك الذي قيل عنه: «طلعته كلبنان. فتى كالأرز» (نش5: 15).

وعنوان هذه المقالة مأخوذ من العبارة الواردة في زكريا 6: 12 «هكذا قال رب الجنود قائلاً: هوذا الرجل الغصن اسمه، ومن مكانه ينبت ويبني هيكل الرب.  فهو يبني هيكل الرب وهو يحمل الجلال ويجلس ويتسلط على كرسيه ويكون كاهنًا على كرسيه وتكون مشورة السلام بينهما كليهما (أي بين رب الجنود والرجل المسمى الغصن)».

هذه نبوة عن الرب يسوع كالمسيا، يستلفت النظر فيها عبارة ”هوذا الرجل“.  وقد قيل عن المسيح مرة أخرى في نبوة زكريا إنه الرجل، ففي زكريا 13: 7 «استيقظ يا سيف على راعي وعلى رجل رفقتي (الرجل رفيقي كما وردت في أدق الترجمات الأنجليزية) يقول رب الجنود.  اضرب الراعي فتتشتت الغنم، وأرد يدي على الصغار».  وهذه الكلمات تبرز حقيقة إلوهية المسيح ومعادلته للآب فهو رفيق رب الجنود.

والمسيح ذُكر عنه مرارًا كثيرة أنه ”الرجل“.  ويمكن للقارئ الرجوع إلى بعض الشواهد مثل: مز 1: 1، مز40 :4، زك 6: 12، زك 13: 7، يو1: 30، أع 2: 22، أع17: 31، 2كو 11: 2، يو19: 5، (حيث جاءت هوذا الانسان. وتعني هوذا الرجل Behold the Man).  والذهن الروحي يقف أمام هذا التعبير متفكرًا ومتأملاً، ماذا تعني هذه الكلمة؟

إنسانية حقيقية

بلا شك أن الكلمة تتضمن التأكيد على حقيقة إنسانية المسيح.  فالمسيح ابن الله الأزلي لما ظهر في الجسد، كان إنسانًا حقيقيًا بكل معاني الكلمة، مع ملاحظة قداسته الكلية وعصمته المطلقة فهو ”القدوس الذي بلا شر ولا دنس“، الذي ”لم تكن فيه خطية“، ولم ”يعرف خطية“.

وقد تصدى الرسول يوحنا للمعلمين الكذبة الذين ادعوا نوعًا من المعرفة يفوق ما عند الرسل من تعليم إلهي مدون في الرسائل.  وسميت بدعتهم بعد ذلك بالغنوسية (Gonsticism)، هذه البدعة ادّعت بين ضلالاتها أن المادة شر بحد ذاتها.  ونتيجة لهذا الافتراض فقد أنكر أولئك المعلمون الكذبة إنسانية المسيح الحقيقية، ورفضوا الاعتراف بأن يسوع الإنسان هو المسيح ابن الله. بعضهم ادعى أن جسد يسوع لم يكن جسدًا ماديًا حقيقيًا، لكنه بدا وكأنه جسد حقيقي.  وقالوا إنه كان مجرد ظهور وليس تجسدًا حرفيًا.  لذا تصدى يوحنا لهذه الضلالة مؤكدًا حقيقة ناسوت المسيح: «الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة» (1يو1:1).

والبعض الأخر منهم ادعى أن ”المسيح“ كان بمثابة انبثاق إلهي حل على يسوع عند معموديته ثم فارقه قبل موته، لهذا السبب يقول يوحنا: «بهذا تعرفون روح الله.  كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهو من الله. وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح إنه قد جاء في الجسد فليس من الله. وهذا هو روح ضد المسيح الذي سمعتم إنه يأتي، والآن هو في العالم» (1يو4: 2،3).

هذه الهرطقات تطعن ليس فقط في إنسانية المسيح الحقيقية، بل أيضًا في كفارته.  ولنلاحظ أنه لو لم يكن للمسيح جسد حقيقي لما كان من الممكن أن يموت.  ولو لم يكن الذي مات هو شخص غير محدود لكانت كفارته بلا قيمة.  فشخص الرب يسوع المسيح هو الله والإنسان في آن واحد، وكفارته هي لكل العالم.

الرجولة في كمالها

إن تعبير ”هوذا الرجل“ يعني أيضًا الرجولة الحقيقية كما ظهرت في المسيح.  وإن كان المسيح هو التجسيد الحي لكل الفضائل الإنسانية، والقياس الأوحد للأخلاق المثالية، فإنه النموذج المتفرد للرجولة الحقيقية.

كثيرون لا يرون في المسيح سوى الشخص الوديع اللطيف الهاديء رقيق المشاعر والممتليء بالحنو، ولا يرون فيه الشخص الشجاع الحازم الذي لا يعرف المجاملة ولا يغض الطرف عن الشر، الذي يوبخ رياء الفريسيين ويغضب لما يهين بيت أبيه.

يقول أوزوالد ساندرز: ”لما سأل المسيح تلاميذه عما يقول الناس عنه. أجابوه «قوم يوحنا المعمدان. وآخرون إيليا. وآخرون إرميا أو واحد من الأنبياء» هل فكرنا لماذا ذُكر يوحنا المعمدان وإيليا أولاً؟  ربما لأن معاصري المسيح لم يروا فيه شخصًا ضعيفًا، بل شخصًا ممتلئًا بالقوة والشجاعة والحسم“.

دعونا بروح التأمل الخاشع نلقي نظرة سريعة على بعض صفات ذلك الشخص العظيم.

شجاعته
«وحين تمت الأيام لأرتفاعه ثبت وجهه لينطلق إلى أورشليم» (لو9: 51).

لم تكن شجاعة المسيح نوعًا من الحماسة المندفعة بلا تبصر ولا تروي، التي تُقدم على الخطر دون إدراك للنتائج، كلا لكنها كانت الشجاعة المرتبطة بإدراك لحجم الخطر ورؤية مسبقة لكل ما سيترتب على ذلك من نتائج وآثار.
كان المسيح يدرك تمامًا ما تعنيه أورشليم بالنسبة له.  ومع أن نفسه الحساسة كانت تقشعر من العار والخزي الذي ينتظره هناك، بل وسبق وأنبأ تلاميذه بتفاصيل ما سيحدث له، إلا أنه تقدم بثبات عجيب دون أي خوف أو تردد.

وعندما أتوا ليلقوا القبض عليه يتقدمهم يهوذا الخائن ومعه جماعة ثائرة غاضبة انعدم منها كل منطق وفهم، واجههم يسوع برباطة جأش وثبات.  ومع أنه أظهر لهم لمحة خاطفة من قوته الإلهية إلا أنه رفض أن يستخدم هذه القوة للقضاء عليهم، بل بكل هدوء قال لهم: «قد قلت لكم إني أنا هو. فإن كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون» (يو18: 8).

ثم انظر إليه وهو يجيب رئيس الكهنة في المحاكمة بأقوال جريئة: «أنا كلمت العالم علانية. أنا علمت كل حين في المجمع وفي الهيكل حيث يجتمع اليهود دائمًا. وفي الخفاء لم أتكلم بشيء. لماذا تسألني أنا. اسأل الذين قد سمعوا ماذا كلمتهم. هوذا هؤلاء يعرفون ماذا قلت أنا» (يو18: 19–21).  ثم بعد كل ما عانى في المحاكمات من جلد ونتف للخدين وبصق على الوجه، نسمعه يقول بروح النبوة: «والسيد الرب يعينني لذلك لاأخجل.  لذلك جعلت وجهي كالصوان وعرفت أني لا أخزى» (إش50: 7).  إن المسيح في حياته لم يظهر أبدًا أي خوف من إنسان أو شيطان.

صرامته

هل يمكن أن ننسب لله صفة الصرامة؟  نعم، أ ليس مكتوبًا: «هوذا لطف الله وصرامته» (رو11: 22).  ومن النادر أن تجد بين البشر هذا المزيج المتعادل من اللطف والصرامة.  فالناس إما إنسان رقيق عاطفي تغلبه مشاعره الرقيقة وتصبح هي نقطة ضعفه، أو آخر جامد المشاعر تغلبه القسوة والخشونة فتصبح هذه نقطة ضعفه.  لكن أين الاتزان بين هذه الصفات؟  لا توجد.  أما المسيح فقد جمع كل الكمالات الانسانية معًا.

فما أرقه وهو يقول لنازفة الدم: «ثقي يا ابنة إيمانك قد شفاك».  وما أجمله أيضًا وهو يطهِّر الهيكل مما فيه من فساد «فصنع سوطًا من حبال وطرد الجميع من الهيكل والغنم والبقر وكب دراهم الصيارف وقلب موائدهم. وقال لباعة الحمام ارفعوا هذه من ههنا. لا تجعلوا بيت أبي بيت تجارة» (يو2: 15).  تأمل معي هذا المشهد الرائع للسيد.  إنه يدخل بيت أبيه، المكان الغالي على قلبه جدًا، المكان الذي وضع الله اسمه فيه، فيراه وقد تحول إلى مغارة لصوص.  تأمله وقد لمعت عيناه في غضب مقدس وهو يمسك بالسوط ويطرد الجميع من الهيكل.  ولم يستطع أحد أن يقاوم أو ينطق بكلمة اعتراض واحدة.  تأمله وهو يفعل هذا دون كلمة خشنة أو جارحة أو انفعال أو صياح أو تصرف غير متزن.  «فتذكر تلاميذه إنه مكتوب غيرة بيتك أكلتني» (يو2: 17).

آه أين لنا من هذا الغضب المقدس لمجد الله ولقداسة بيته!!  إنه لم يغضب طوال حياته وفي مماته لأية إهانة لحقت به أو ازدراء عانى منه.  لكنه غضب لكل ما شاهده من فساد وظلم وطمع ورياء.

صراحته

لم يحاول المسيح أن يسترضي شخصًا ليصبح من أتباعه، بل على العكس لما رأى جمعًا كثيرًا سائرًا معه، ربما ظنًا منهم أن تبعيته أمر سهل، إذ به يلتفت إليهم ويقول لهم: «إن كان أحد يأتي إلي ولا يبغض أباه وأمه وأولاده وإخوته وأخواته، حتى نفسه أيضًا، فلا يقدر أن يكون لي تلميذًا» (لو14: 26).  ثم دعاهم إلى حساب نفقة اتّباعه حتى لا يَخدع أحد منهم. وإني أتعجب وأنحني في خشوع أمام السيد العظيم؛ فكل القادة عبر التاريخ قدّموا الوعود المغرية حتى يسترضوا الناس ليضمنوا أكبر عدد من الأتباع، لكن السيد الكامل قدّم لا تاجًا بل صليبًا لأتباعه.  ولم يخفِ عن بطرس أنه من ضمن مكافأت تبعيته «يأخذ مئة ضعف... مع اضطهادات» (مر10: 30).

أراد المسيح أن يكون تلاميذه جماعة من الفاهمين المدركين لعظمة شخصه وكلفة اتباعه.  إن التشديد اليوم هو على المكاسب التي تعود على الإنسان عندما يتبع المسيح، أما المسيح فلم يفعل ذلك.  لما أتى إليه كاتب قائلاً: «يا معلم أتبعك أينما تمضي. قال له يسوع: للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار. وأما أبن الإنسان فليس له أين يسند رأسه» (مت8: 19،20).
بعد عظته الشهيرة المدوَّنة في يوحنا6، حيث قدّم كلامًا فاحصًا لمس ضمائر المستمعين، رجع كثيرون من تلاميذه إلى الوراء ولم يعودوا يمشون معه. وإذ به يتقدم من الاثنى عشر قائلاً لهم: «أ لعلكم أنتم أيضًا تريدون أن تمضوا؟» (يو6: 66،67)، وكأنه يريد أن يقول ”هذه هي تعاليمي وهذا هو شخصي، هل لا زلتم بمطلق إرادتكم راغبين في اتباعي“.  وجاءت إجابة بطرس الرائعة المدوية عبر الأجيال: «يا رب إلى من نذهب؟  كلام الحياة الأبدية عندك» (يو6: 68).

توبيخاته

ما أقل ما يُقدَّم من تحذيرات في الدوائر المسيحية في هذه الأيام.  فالحديث قاصر على محبة الله ونعمة المسيح فقط، مع التجاهل التام للخطايا المتفشية المنتشرة.  إن الكارز الذي، بعمل الروح القدس، يوبخ على الخطايا بالكلمات القوية الخالية من المزح والفكاهة أصبح عملة نادرة.  لكن انظر إلى المسيح.  أ ليس مكتوبًا عنه «انسكبت النعمة على شفتيك» (مز45: 2)؟  نعم، وهذا صحيح، ويكفينا أن نستمع إلى كلماته في مجمع الناصرة المقتبسة من إشعياء 61 فنرى كلمات النعمة الخارجة من فمه، أو أن نلقي نظرة إلى حديثه مع السامرية (يو4) أو الخاطئة (لو7) أو التي أمسكت في ذات الفعل (يو8).  لكن دعونا نستمع أيضًا إلى توبيخاته لقادة الأمة المرائين المتكبرين الظالمين، وهو يكشف زيفهم ويعرّي حقيقتهم بكلمات قوية محدَّدة لاذعة: «ويل لكم أيها الكتبة والفريسون المراؤون لأنكم تأكلون بيوت الأرامل. ولعلّة تطيلون الصلوات... أيها الجهال والعميان أيما أعظم الذهب أم الهيكل الذي يقدس الذهب؟...  أيها القادة العميان الذين يصفّون عن البعوضة ويبلعون الجمل...  ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تنقون خارج الكأس والصحفة وهما من داخل مملوآن اختطافًا ودعارة.  أيها الحيات أولاد الأفاعي كيف تهربون من دينونة جهنم؟» (مت23: 14،17،24،25،33).

احتماله
كانت فترة خدمة المسيح قصيرة نسبيًا إذ كانت حوالي ثلاث سنوات وبضعة أشهر، لكنها كانت مليئة بالعمل المضني والجهد الشاق حتى أنه في نهاية حياته كان يحدث الله بروح النبوة قائلاً: «أما أنا فقلت عبثًا تعبت باطلاً وفارغًا أفنيت قدرتي. لكن حقي عند الرب وعملي عند إلهي» (إش49: 4).

وقد ذكر أحد الكُتاب أنه في رحلات المسيح المدوَّنة في البشائر الأربعة، يقدَّر أنه قطع مسافة 2500 ميل (أي حوالي 4000 كم) سيرًا على الأقدام!  علمًا بأن البشيرين لم يسجلوا لنا كل رحلات المسيح، بل فقط ما أرشدهم الروح القدس لكتابته (راجع يو21: 25).  بالإضافة إلى أن هذه الرحلات كان يتخللها وقفات كثيرة، فيها كان المسيح يشفي أو يشجع أو يجيب عن تساؤلات (مثلاً مر5: 21–43).  كيف احتمل المسيح كل هذا الجهد المضني؟  إنه كإنسان قيل عنه: «فإذ كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر» (يو4: 6).  لكن دعونا نتفكر أيضًا في حجم العطاء العاطفي والنفسي بسبب مطاليب النفوس الملحة والمستمرة. أ لم يشكِّل هذا استنزافًا لطاقته العصبية؟!  إني أقف في كل خشوع وتأثر أمام كلماته بروح النبوة في مزمور102: 23 «ضعَّف في الطريق  قوتي».  ولا ننسى أن خدمة المسيح للآخرين كانت دائمًا على حساب نفسه.  ولم تكن معجزات الشفاء للأمراض المختلفة أو حالات الإنقاذ من قبضة الأرواح الشريرة يقوم بها بلا آلام نفسية يحس بها، لذا قيل عنه: «لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحمّلها» (إش53: 4).  واقتبس متى هذه العبارة قائلاً: «ولما صار المساء قدموا إليه مجانين كثيرين، فأخرج الأرواح بكلمة وجميع المرضى شفاهم. لكي يتم ما قيل بإشعياء النبي ”هو أخذ أسقامنا وحمل أمراضنا“» (مت8: 16،17).

صمته

أيهما أصعب على الإنسان أن يصمت أم أن يتكلم؟  ومَن مِن البشر يمكنه أن يبقى صامتًا في مواجهة الظلم والافتراء؟  واحد فقط متفرد بين البشر، كان صامتًا في جلال وكرامة لم يشاهد التاريخ مثلهما ولن يشاهد.

هذا قليل من كثير من جوانب هذا الشخص الرفيع الذي قيل عنه ”هوذا الرجل“.

واختم حديثي بما كتبه رجل الله أوزوالد ساندرز عن تفرد المسيح: ”يبدو تفرد المسيح واضحًا عندما نقابل بينه وبين أي قائد بشري عظيم، فهو في أخلاقياته فوقهم جميعًا؛ لاحظ الآتي:

المسيح لم يسحب كلمة واحدة قالها، ولا احتاج أن يخفّف أو يلطِّف من وقع أية عبارة نطق بها.

المسيح لم يقدم اعتذارًا أبدًا عن أية كلمة أو أي فعل، لأنه لم يتكلم بكلمة ولا فعل فعلاً يتطلب الاعتذار.

المسيح لم يعترف بأية خطية ولم يطلب أبدًا الغفران، لأنه كان الكمال مجسمًا.

المسيح لم يطلب أبدًا مشورة حتى من أحكم الناس، ولم يتلق توجيهًا حتى من أعز الأشخاص إليه (يو2: 3،4).
المسيح لم يبرر أبدًا أي تصرف بدا غريبًا في عيني الآخرين، لكنه كان قانعًا أن يكون دائمًا في خطة أبيه، متممًا مشيئته (انظر يو11: 3،6،21،32،37).

المسيح لم يطلب أبدًا من أحد أن يصلي لأجله.  لقد دعا تلاميذه الثلاثة أن يسهروا معه، لكنه لم يطلب منهم أن يصلوا لأجله، بل أوصاهم أن يصلوا لأجل أنفسهم لئلا يدخلوا في تجربة.

ما أجمله! ما أروعه! ما أعظمه!

أدعوك صديقي القاريء أن تطيل النظر إليه والتفكر فيه.  ويا ليتنا كلينا، الكاتب والقاريء، نظهر شيئًا من تلك السجايا والصفات.  فما أحوج شعب الله في هذه الأيام إلى ”رجال“ بكل معنى الكلمة.
آمين.

فريد زكي